أول هاتف عالميًا بنظام أندرويد | ما الذي اختلف بعد مضِي عقدٌ من الزمن!
في هذه الأيام، يتم الإعلان عن هاتف ذكي جديد كل اسبوع تقريبًا. نحن اعتادنا على أن ننبهر بالمواصفات الجديد، ثم نتجه إلى بعض الشائعات والتسريبات، ثم إلى مراجعة الهاتف بعد الإطلاق، وأخيرًا ننتقل إلى الهاتف القادم. وفي حالة أنك قد فعلت ذلك بالفعل في شهر سبتمبر من عام 2008، على الأرجح إذًا أنك قد تغاضيت أو لم تكن تعرف أنه واحد من أهم هواتف أندرويد الذكية على الإطلاق، إنه هاتف HTC Dream، أول جهاز ذكي عالميًا يعمل بنظام تشغيل أندرويد.
هاتف HTC Dream – أو ما يعرف بإسم T-Mobile G1 في الولايات المتحدة الأمريكية، قد قدم لنا للمرة الأولى ما يعتبر الآن نظام التشغيل الأكثر استخدامًا على وجه البسيطة مع نسبة استحواذ قد تصل إلى 85% من جميع أجهزة العالم الذكية، حتى بتضمين أنظمة الأجهزة المكتبية مثل Windows أو MacOS. هاتف أندرويد الأول على الإطلاق، المنافس الحقيقي لهاتف iPhone 2G الأول والذي تم إطلاقه قبله بعام كامل، عام 2007.
مع لوحة المفاتيح الحقيقية المُتحركة، الكرة أو البلية الدوارة، أزرار إتصال الهاتف المخصصة، بالإضافة إلى الحافة الكبيرة أسفل الشاشة، هاتف G1 أو HTC Dream كان قطعة تقنية ضخمة، سمينة. ولكن هذا الهاتف الضخم كان سبب أساسي فيما وصل إليه نظام أندرويد كما نعرفه اليوم. نظام تشغيل مرن والذي قام بدعم قاعدة ضخمة جدًا من الهاردوير أو القطع الداخلية المختلفة متعددة الشركات. لذلك، تاليًا سنتحدث عن كيف أن هاتف أندرويد الأول من HTC قد قام بقيادة صناعة الهواتف الذكية وما هي كمية التغييرات التي حدثت بعد مضي عقد من الزمن.
كيف قام هاتف HTC Dream بتغيير قواعد اللعبة
هاتف T-Mobile G1 كان منتج تم إنشائه أساسًا لأغراض ضرورية. وقبل إطلاقه منذ 10 سنوات، كانت Google مجرد شركة وظيفتها الأساسية محرك للبحث. ولكن مع زيادة شهرة الإنترنت عبر الهاتف في ذلك الوقت بجانب تطويره ليكون أسرع بشكل كبير، اضطرت Google وقتها إلى جعل محركها للبحث متاح على عدة منصات مختلفة مثل Windows Phone, RIM, Symbian بالإضافة إلى iOS. وكما صرح Larry Page مدير Google التنفيذي:
“نحن لدينا خزانة يوجد بها أكثر من 100 هاتف من مختلف المنصات بمختلف الإصدارات، كما أننا نبني برامجنا غالبًا لكل هاتف منهم بشكل منفصل. ومع ذلك، كان شبه مستحيل أن نقوم بصنع تجربة إستخدام جيدة على كافة منصات الهواتف في ذلك الوقت.”
وبطبيعة الحال، لم يكن هذا الأمر مستدامًا. لذلك قررت Google لتفعل شئٍ ما من شأنه أن يقوم بتوحيد تجربة استخدام محرك البحث على جميع منصات الهواتف. لذلك في شهر نوفمبر بعام 2007، قامت Google بإطلاق بإطلاق مشروع يُسمى (OHA) وهو اختصار لعبارة Open Handset Alliance وهو عبارة عن تحالف يتكون من مُعظم المشاركين الرئيسيين في صناعة الهواتف في ذلك الوقت، يعملون معًا لسريع الإبتكار والتجديد في الهواتف ويقوموا بتوفير أفضل تجربة ممكنة وغير مكلفة لمستخدمي الهواتف. ولتحقيق ذلك، قامت Google بالمزامنة مع إطلاق هذه المبادرة، بالإعلان عن نظام Android، منصة نظام تشغيل مفتوحة المصدر للهواتف والذي يُمكنك لأي شركة استخدامه بهواتفها.
ورغم ذلك، في هذه المرحلة، أندرويد كان نظام تشغيل بدون قطع داخلية داعمة له، أو جهاز رئيسي يُمكن استخدامه عليه. كان هناك عدة إصدارات أولية لهواتف أندرويد مثل هاتف BlackBerry-esque قبل ذلك، ولكن بالنظر إلى نجاح الآيفون الأول في ذلك الوقت (هاتف iPhone 2G الذي تم إطلاقه بعام 2007) جعل Google تعرف أن منصة الهواتف الجديدة تحتاج بالفعل إلى هاتف رئيسي مع شاشة داعمة لتقنية اللمس إذا أرادت المنافسة مع هاتف آبل.
هذا عندما اتجهت جوجل لشركة HTC، واحدة من الشركاء الأساسيين لمبادرة OHA. ومع تولي الشركة التايوانية عن جزء القطع الداخلية أو الهاردوير، جوجل أصبحت مسئولة فقط عن نظام التشغيل أو السوفتوير، كما أن شركة T-Mobile في ذلك الوقت أصبحت مسئولة عن توافق القطع الداخلية بجانب نظام التشغيل مع أنظمة الإتصالات والشبكات المعقدة وقتها في الولايات المتحدة الأمريكية. ولأصدقك القول، كان هذا عملًا هائلًا أن تقوم 3 شركات بالمشاركة في هاتف واحد. وبعدها في يوم 23 سبتمبر من عام 2008، هاتف HTC Dream أو T-Mobile G1 قد تم إطلاقه للعالم للمرة الأولى.
بطرق عدة، هاتف G1 كان إصدار Nexus الأول، وسلف خط إنتاج أجهزة Google Pixel كما نعرفها اليوم. الهاتف احتوى على إصدار أندرويد ذو نقاء منقطع النظير كما يجب ان يكون. وبما أن Google كانت المسئول الوحيد عن نظام التشغيل، لذلك كافة خواص ومميزات الهاتف كانت تعمل كما ينبغي لها وكما تراءى من الشركة المطورة لهذه المنصة. خدمات Google كانت هنا وهناك وتتمثل في تطبيق رسمية مثل Google Maps, YouTube, Google Talk بالإضافة إلى Gmail كما أنهم قد جائوا مثبتين مُسبقًا على الهاتف. بالإضافة إلى أن الهاتف بإمكانه الوصول المباشر إلى محرك بحث جوجل من الشاشة الرئيسية.
وبالحديث عن الشاشة الرئيسية، ستعرف بمجرد فتحك لشاشة القفل أنك تستخدم نظام تشغيل كامل المواصفات. وبدلًا من مجرد مجموعة بسيطة من تطبيقاتك، هاتف Dream من HTC كان يأتي بما يُسمى App Drawer أو درج التطبيقات وذلك حتى يسع الهاتف لعشرات، إن لم يكن المئات من التطبيقات المثبتة عليه. ومن المثير للإهتمام، أن درج التطبيقات الخاص بهاتف G1 يُمكن الوصول إليه من خلال السحب لأعلى في الشاشة الرئيسية وهو الوضع الحالي أجهزة Pixel الأخيرة.
ميزة أخرى “مستقبلية” كانت بهاتف الأندرويد الأول وهي نظام التطبيقات المُصغرة أو widgets. ويُمكنك إضافتها في أي مكان فارغ بشاشة الهاتف الرئيسية وذلك لوصول أسرع له. ميزة Android widgets ما زالت حتى الآن خاصية رئيسية بإصدارات النظام الجديدة بالإضافة إلى أنها ميزة قد عانت آبل لإنشائها – كما أن نظام iOS widgets في الوقت الحالي ليس غني بالخصائص والمميزات بالمقارنة مع أندرويد.
وتاليًا، ستجد قائمة بأول الخصائص المميزة الأولى التي جاء بها هاتف أندرويد الأول، هاتف T-Mobile G1/HTC Dream. بينما بعض تلك الخصائص قد كانت متوفرة بالفعل بمنصات أخرى قبل إطلاق هاتف دريم، إلا أن جميع هذه المميزات قد تم تقديمها بهاتف G1 قبل أن تكون متوفرة بنظام iOS. بكلمات أخرى، هاتف HTC Dream قد جاء بتلك المميزات لصناعة الهواتف الذكية للمرة الأولى.
- خاصية النسخ واللصق
- خاصية التطبيقات المُصغرة (widgets)
- خاصية لوحات المفاتيح المساعدة بخلاف الأساسية (بعد إصدار Android 1.6)
- خاصية العبارات والكلمات المتوقعة (بعد إصدار Android 1.6)
- خاصية تسجيل الفيديو (بعد تحديث Android 1.6)
- إشعارات التطبيقات
- مركز الإشعارات
- وضع الـ widgets على الشاشة الرئيسية
- خلفيات الهاتف المُخصصة
- إمكانيات المهام المتعددة
- تحديثات النظام الهوائية OTA
- مشاركة الأشياء المختلفة بين التطبيقات
- البحث الصوتي
ولأصدقك القول، هذا الهاتف لم يقوم فقط بتشكيل نظام أندرويد كما نعرفه اليوم، ولكنه كذلك قد قام بتغيير صناعة الهواتف الذكية عالميًا منذ إطلاقه. الهاتف جاء بعدة خصائص متطورة لم تأتي حتى بالأيفون الأول مما اضطر آبل في نهاية المطاف إلى إضافتها في إصدارات الأيفون بعد ذلك حتى تكون قادرة على منافسة منصة الهواتف الجديدة. لذلك، مهما كان الهاتف الذي تستخدمه اليوم، يجب أن تعرف أنه يمتلك بشكل أو بآخر بعض الخصائص الأساسية لهاتف HTC Dream.
الآن، ما هو المختلف بعد مرور 10 سنوات على هاتف الأندرويد الأول؟
بينما هاتف HTC Dream G1 كان بالتأكيد متقدم ومتطور بوقت إطلاقه، إلا أنه قد “شاخ” اليوم. وعند المقارنة بالهواتف الذكية الحديثة، ستلاحظ أن الإختلاف جذرية، هزلية نوعًا ما! المواصفات الداخلية لهاتف اندرويد الأول كانت رهيبة، أتحدث بشكل نسبي بالطبع. هاتف OnePlus 6 على سبيل المثال يأتي بـ 42 ضعف لسعة الذاكرة العشوائية لهاتف HTC Dream. هاتف Razer Phone يأتي تقريبًا بأربع أضعاف لسعة البطارية. هاتف Sony Xperia XZ2 يحتوي على شاشة أقوى بنسبة 4.25 مرات (بواقع 806 بيكسل في الإنش بالمقارنة مع 180 بهاتف G1). وبالحديث عن دقة الشاشة، في الواقع أنه يُمكنك وضع 27 صورة ملتقطة لشاشة هاتف HTC Dream كاملة الحجم بصورة ملتقطة واحدة من هاتف Google Pixel 2 XL.
لوحة المفاتيح المُنزلقة وكذلك الأزرار الميكانيكية متواجدين بالتأكيد ولكنهم قد اختفوا في كافة هواتف اليوم، كما أن البلية الدوارة أو كرة الإختيارات قد اختفت في في وقتٍ إطلاق هاتف T-Mobile MyTouch 4G عام 2010 (والذي جاء بزر يعمل باللمس أسفل الشاشة لنكن منصفين وهم متشابهين نوعًا ما). أما في الفترة الحالية فحجم الشاشة له الأهمية القصوى، وذلك لدرجة أن مُصنعي الهواتف الذكية الآن يفعلون كل ما بوسعهم لتقليل الحواف حول شاشة الهواتف. لذلك الحافة السفلى بشاشة هاتف HTC Dream أو T-Mobile G1 أصبحت شئ أثري بالتأكيد.
الوتيرة السريعة بتطور صناعة الهواتف الذكية قد جعلت هاتف HTC Dream قديمًا أكثر من مجرد قطع داخلية. وإذا ما امتلكت الهاتف في الفترة الحالية ستجد أنه لا يُمكنك تحميل وتثبيت التطبيقات من مصدرها الرسمي متجر Google Play، وذلك لأن صفحة Android Market TOS (متجر التطبيقات في ذلك الوقت) أصبحت غير موجودة من الأساس.
وحتى يُمكنني إعداد الهاتف، إضطررت إلى البحث عن شريحة SIM القديمة بحجمها الكامل، والذي لم يكن شيئًا سهلًا. وعندما وجدت واحدة، وجدت أن تقنيات شبكات الإتصال بهاتف T-Mobile G1 قد عفى عليها الزمن لدرجة أنني ام أستطيع الحصول على إتصال بالشبكة وذلك لأن الهاتف كان يعتمد على تكنولوجيا 2G Edge ولم يكن هناك أي تغطية قريبة لهذه التقنية القديمة كما أن هاتف Dream لم يكن داعمًا لأي من التقنيات الجديدة المتواجدة الآن. لذلك مرة أخرى إضطررت إلى القيادة في منطقةٍ حول ولاية San Diego حتى استطعت إيجاد برج شبكة يعمل بتقنيات قديمة وكافية لتشغيل شبكة هاتف HTC G1.
من سيئ إلى أسوء، لم أستطع حتى تسجيل الدخول بحساب Google الشخصي. في الواقع أنني قد تلقيت إشعار أمني من Google لمحاولة تسجيل دخول أحدهم من جهاز غير معروف وذلك لأن Google اعتبر أن تطبيق Gmail بنظام Android 1.6 غير رسمي وأن هاتف G1 هاتف غير معروف. لذلك من المؤكد قول أن مدة 10 سنوات هي أكثر من حياه كاملة لهاتف في الفترة الحالية.
وأخيرًا، نحن يجب ألا ندع وضع هاتف HTC G1 الحالي أن يقوم بإفساد إسم الهاتف. بالطبع، وقت هاتف اندرويد الأول قد ولى منذ زمن، ولكن بطبيعة الحال جميع الأشياء لها نهاية. في حين أن الهاتف لا يُمكنه الإستمرار بوضعه الحالي، إلا أن الهاتف بالفعل ما زال يعمل بشكل أساسي وبكافة خصائصه حاليًا – وذلك على هيئة العديد من التقنيات والقطع الداخلية والتي تطورت بمرور الزمن وأصبحت على شكل الهواتف الذكية كما نعرفها اليوم.
تحميل الخلفية الرسمية لهاتف HTC Dream | T-Mobile G1
المصدر: GadgetHacks